ممكن نتغير ؟!



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ممكن نتغير ؟!

ممكن نتغير ؟!

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شبابى يضم العديد من اراء وافكار الشباب المتنوعه والمختلفة


    نشأة التلمود وأثره على اليهود

    fager
    fager
    Admin


    عدد المساهمات : 147
    نقاط : 294
    السٌّمعَة : 8
    تاريخ التسجيل : 26/08/2009
    العمر : 35
    الموقع : فى طى الاحزان والنسيان

    نشأة التلمود وأثره على اليهود Empty نشأة التلمود وأثره على اليهود

    مُساهمة من طرف fager الثلاثاء ديسمبر 01, 2009 8:05 am

    نشأة التلمود وأثره على اليهود


    ينقسم التلمود إلى جزئين هامين :
    1- المشناه Mishnah ، وهو الأصل ( المتن )

    2- جمارا Gamara ، شرح مشناه .

    ومشناه أول لائحة قانونية وضعها اليهود لأنفسهم ، بعد التوراة ، جمعها يهوذا هاناسي Judah Hanasi فيما بين 190 و 200 م ، أي بعد قرن تقريباً من تدمير تيطس الروماني الهيكل.

    أما " جمارا " فإثنان : جمارا أورشليم ( فلسطين ) .وجمارا بابل .

    جمارا أورشليم ( أو فلسطين ) هو سجل للمناقشات التي أجراها حاخامات فلسطين ( أو بالأخص علماء مدارس طبرية ) لشرح المشناه . ويرجع تاريخ جمعه إلى عام 400 م .

    وجمارا بابل سجل مماثل للمناقشات حول تعاليم المشناه ، دونها بابل اليهود وانتهوا من جمعه سنة 500 م تقريباً .

    فمشناه مع شرحه جمارا أورشليم يسمى " تلمود أورشليم " . ومشناه مع شرحه جمارا بابل يسمى " تلمود بابل " . وكلاهما يطبع على حدة .

    ***

    المشناه ، هو خلاصة " القانون الشفهي Oral law، الذي تناقله الحاخامات منذ ظهور حركة الفريسيين ، التابعين لأهواء النفس ، ونشطت حركتهم بعد ظهور عيسى أبن مريم عليه السلام مما أدى أخيراً إلى تسجيل المبادئ الهدامة التي قامت عليها دعوة الفريسيين التي استنكرها المسيح .

    ***

    في مقدمة كتابه " شرح المشناه " ، كتب الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون Maimonides ما يلي ، تعريفاً بالمشناه :

    منذ أيام معلمنا موسى حتى حاخامنا المقدس ( يهوذا هاناسي ) لم يتفق أحد ( من علماء اليهود ) على أية عقيدة من العقائد التي كانت تُدرس علانية باسم " القانون الشفهي " ، بل رئيس محكمة كل جيل أو نبيه يضع مذكرة عما سمعه عن سلفه وموجهيه ، لنقلها شفهياً إلى شعبه . وهكذا ألّف كل فرد ( من العلماء ) كتاباً مماثلاً ليستفاد منه ، حسب درجة كفاءته ، إذا كان متمكناً من القوانين الشفهية وما توصل إليه السابقون من تفسير التوراة والقرارات التي أعلنت في مختلف الأجيال وقررتها المحكمة العليا (السنهدرين ) . وهكذا تقدم الزمن حتى أتى حاخامنا المقدس الذي جمع لأول مرة كلّ من يتعلّق بالسنّة والأحكام والقرارات ، وشرح القانون المروي عن موسى ـ معلمنا ـ المأمور به كل جيل " .


    نشأة المشناه
    مشناه معناها بالعبرية " المعرفة " Learning أو " القانون الثاني Second law الثاني " . ويزعم اليهود على موسى ، في طور سيناء . فيروي اليهود عن الحاخام ليفي بن شما Chama الذي يروي عن سيمون بن لاكيش Lakish الذي قال مفسراً لما جاء في التوراة " إنا سنعطيك ألواح الحجر ، وقانوناً ووصايا كتبناها ، لتعلمها لهم " : ( الخروج 24 : 12 ) .. إن المراد من الألواح الوصايا العشر والقانون هو القانون المكتوب والوصايا هي المشناه " وكتبناها " يعني الذي كتبه الأنبياء من كتابات مقدسة(يتناقلها اليهود ) "لتعلمها " معناه الجمارا فهذا يعلمنا أن هذا كله أعطي لموسى في طور سيناء .

    وتتضح من هذا خدعة الحاخام لشعبه ، كيف أنه يفرق بين ألواح الحجر والقانون المكتوب ( وهما شيء واحد ) ثم يخلط بين الوصايا والألواح زاعماً أن الألواح هي الوصايا العشر ، وأن الوصايا هي المشناه ، ثم يخدع شعبه مرة أخرى بأن يوهمهم بأن المراد من " لتعلمها " ليس تعليم التوراة وإنما تعليم الجمارا ( هو كما سنوضح يعتبر " الأهم " بين الكتب التي وضعها الحاخامات ) بينما يفسر " كتبناها " على أنه ( أي الضمير ) يرجع إلى الأنبياء بدلاً من الله !

    ويضيف اليهود ، أن المشناه تناقله عن موسى أربعون مستقبلون Receivers جيلاً عن جيل حتى جاء الحاخام يهوذا هاناسي " المقدس " ولما كان الهيكل لا يزال قائماً آنذاك ، كمركز لليهود لم يجز شرعياً كتابة هذه التعاليم

    وأهم الكتب التي ألّفت لتضارع المشناه كتاب الحاخام اليعازر بن يعقوب Eiezer ويسمى " بريئاً " B raitha ويعتبر البعض " نظيراً " للمشناه ، لأن 102 حكماً من أحكام الشريعة التلمودية هي من وضع الحاخام إليعازر رغم مخالفة المشناه لها .



    مباحث المشناه
    يتكون " المشناه " من ستة مباحث تسمى " سيدرايم" أي " الأحكـــــــــام" Orders وهي كما يلي :

    1- زيرائيم Zeraim ( البذور seeds ) ، ويتضمن اللوائح الزراعية .

    2- موئيد Moed الأيام المقررة Appointed times يحتوي على لوائح الأعياد والصيام 12 رسالة.

    3- نشيم Nashim ( المرأة ) يتضمن قوانين الزواج والطلاق والنذور والناذر 7 رسائل ، منها رسالة " عابوده زاره " الشهيرة ، ومعناها عبادة الأوثان وتتناول علاقة الوثنيين باليهود.

    4- نيزيكين Nezekin ( الأضرار ) يشمل القوانين المدنية والجنائية 10 رسائل.

    5- كوداشيم Kodashim ( الأشياء المقدسة ) عن قوانين الصلاة 11 رسالة .



    6- توهاروث Toharoth ( الطهارة ) عن قوانين الطهارة والنجاسة 12 رسالة.

    ويبلغ عدد هذه الرسائل 63 رسالة ،وكلها مقسمة إلى فصول وجمل .

    والتلمود يشار إليه أحياناً بكلمة شاس S has وهي اختصار للكلمة العبرية Shishah Sedarim أي " الأحكام الستة " .

    والإضافة إلى هذه الرسائل الست ، توجد رسائل تلمودية صغيرة Minor Tractates ، وهي كما يلي :

    سفر توراه Sefer Torah

    ميزوزاه Mezuzah

    تفلّين Tefillim

    تزيت زيث Tzitzith

    أباديم Abadim

    كوثيم Kuthim

    جريم Gerim



    وهناك ست رسائل أخرى تضاف إلى طبعات التلمود الجديدة وهي :

    أبوث الحاخام ناثان Abouth de Rabbi Nathan

    سوفريم Soferim

    سيماهوث Sermahoth

    كالاّح Kallah

    درش إريتز إسرائيل Derech Eretz Israel

    درش إريتز زوتا Derch Eretz Zuta



    وهناك سفر مماثل للتلمود تماماً يسمى ميدراش Midrash وهو يجمع الحكم والقصص والأحكام التي جمعها الحاخامات بعد إتمام التلمود ، فدوّنوها في هذا السفر مخافة أن تضيع هذا رغم أن التلمود نفسه استغرق تدوينه ما لا يقل عن ألف عام من الزمن .


    مهندسو المشناه
    وقد جمع الحاخام " أكيبا " Akiba المشناه وقسم فصوله ثم جاء تلميذه "مثير " Meir فأكمل المشناه ويسّره وقد نهج الحاخامات الكبار على جمع وتأليف " المشناه "كل بطريقته الخاصة حتى قرر يهوذا هاناسي الذي تقدم ذكره أن يقضي على التشويش الناتج عن تعدّد " المشناه " فدوّن نسخة معتمدة وقد استفاد يهوذا من جميع النسخ الموجودة خصوصاً نسخة " مثير"

    أما العلماء اللذين اشتركوا في تأليف المشناه ( منذ وفاة هليّل Hillel سنة 10 م حتى إتمامه سنة 200 ) فيسمون تنائيم Tannaim ، والعلماء الذين اشتركوا في وضع شرحه " جمارا " ، يعرفون باسم أمورائيم Amoraim والذين أضافوا شروحهم إلى التلمود في القرنين السادس والسابع يسمون سابورائيمSaboraim أي العقلاء أو المناظــــــــرون (Reasonners ) والحاخامات الذين فسروا التلمود يسمون جيونيم Geonim ، إذا كانوا رؤساء المجامع اليهودية ، وإلا أطلق عليهم بوسكيم Posckim أي المقررون والفاصلون(Deciders ).

    وهناك خلاف فيما إذا كان يهوذا هاناسي هو الذي جمع المشناه أم أن العالم " سابورائيم " ( في القرن السادس ) هو الذي قام بهذه المهمة ولكن من المؤكد أن يهوذا هاناسي هو الذي جمع المشناه ، أما الذين جاؤوا بعده فاقتصرت مهمتهم على التهذيب والإضافة والتحسين والشرح .

    وأحكام المشناه إما عامة ، مجهولة المصدر وهي أحكام مقبولة وإما آراء الحكماء sages ( حاخاميم Hachamim ) أو المعلمين وآراء الحاخامات هي المفضلة إذا وقع تعارض حول مسألة ما ، ولغة المشناه هي اللغة " العبرية الحديثة Hero- Heberw " فيها أثر من اليونانية واللاتينية .



    وأحسن طبعة ظهرت للمشناه هي طبعة Romm التي نشرت في فيلنه وقد

    وضع " كاسّوسكي " H.J. فهرساً للكلمات التي وردت في المشناه ، نشرت سنة 1927 في مجلدين من فرانكفورت ، وترجم هربرت داوبي H.Dauby المشناه إلى الإنجليزية مع الحواشي ونشره في أكسفورد سنة 1933 .



    ***

    وهناك سفر هام آخر مماثل للمشناه ، وهو " بريئاً " Braitha المشار إليه سابقاً الذي يضم تعاليم العلماء التنائيم الذين جاؤوا بعد الحاخام يهوذا هاناسي واضع المشناه ولذلك يشار إلى مشناه بـ Mathnithan ( مشناهُنا Our Mishnah ) للتمييز بينه وبين بريثا .

    Introduction to the Talmud and Midrash Herman L . Strack Philadelphia : 1945 , p.4.

    والجمارا ( بكسر الجيم ) معناها الإكمال Completion ، بدأه لأول مرة ، ابنا الحاخام يهوذا هاناسي الحاخامان جامالئيل Gamaliel وسيميون Semeon ، واستأنف الحاخام آشي Ashi هذا العمل في صورا Suraوهي مدينة على الفرات ، من 365 إلى 425 م . وأكمله الحاخام أبينو Abino ( الذي يسمى رابينا Abino أيضاً ) ، ووضعه في صورته الختامية الحاخام جوسي Jose سنة 498 م تقريباً ، وكان الحاخام جوسي آخر من سمي لدى اليهود بالملقن أو الآمر Dictator ، والذين تبعوه من العلماء أطلق عليهم لقب " أصحاب الرأي " Opinionsts ، حيث لم يعد من اختصاصهم الأمر بشيء وإنما كانوا يستطيعون الاستنباط من الأحكام السابقة . وخلف هؤلاء : العلماء السامون Sublime Doctors ثم جاء أخيراً عهد الحاخامات العاديين Rabbis .



    سنهدرين Senhedrin

    ومعناها بالعبرية " المحكمة العليا" وهو الباب الرابع من رسالة المشناه

    " نيزيكين " ، ويعالج – حسب معناه اللفظي – موضوع المحكمة اليهودية العليا وقواعدها ودستورها ، وهذا الباب مقسم إلى أحد عشر فصلاً وكل فصل يعالج حالة من الحالات التي يمكن للمحكمة العليا اليهودية أن تصدر حكمها فيها أو تتدخل .

    أنظر للتفصيل : The Mishnah Treatise Senhedrin Dr . Samuel Krauss, Lieden : 1909

    (Semetic Studies Series – XI ) pep V- VI

    وقد شبه د. صموئيل كروس في كتابه هذا " السنهدرين " بلائحة القاضي وقال " إن أهمية هذا الفصل تتوقف على ماله من مكانة في إجراءات المحكمة اليهودية العليا Jewish Synhendrion " التي تعتبر أخر شعلة لحياة الدولة اليهودية ، وهذا الفصل إثار اهتمام جانب كبير من الدارسين بسبب علاقته بحياة وموت اليهود " . ( Ibid, p.VII )



    - تلمود أورشليم ( فلسطين ) Talmud Yerushalmi

    ويسمى أيضاً تلمود ( أو جمارا ) أرض إسرائيل Eretz Israel ، أو تلمود ( أو جمارا ) بني مآربا ( المغرب ) . تم جمعه سنة 400 م ، بعد الإجراءات الشديدة التي اتخذها Ursicinus سنة 351 في فلسطين ، مما أقلق اليهود بضياع القانون الشفهي السري والتلمود معناه بالعبرية" التعليم" Teaching .

    والحقيقة أن علماء قيصرية Caesarea هم الذين قاموا بتدوين تلمود أورشليم وليس علماء أورشليم أنفسهم ،ويذكر هذا الاسم مجازاً ، على سبيل إطلاق الكل على الجزء وكان الحاخام يوحنان Jochannan على رأس القائمين بأمر تدوين هذا التلمود .

    وتلمود أورشليم كما هو مطبوع الآن ويحتوي على أربع رسائل (أحكام) من رسائله الست ( التي مر ذكرها ) ، وعلى الفصل نيدّاه Niddah من الرسالة السادسة ، وفي أيام موسى بن ميمون كان تلمود أورشليم مكوناً من خمس رسائل وحذفت منه واحدة .

    وقد طبع تلمود أورشليم لأول مرة ، في البندقية ( فينيسيا) في سنتي 1522 – 1523 ك وظهرت الطبعة الثانية في كراكوو Cracom فيما بين 1602 – 1605 ، مع بعض الحواشي والشروح ، بسبب الاهتمام المتزايد بالتلمود في بولندا ,أعيد طبع كراكوو في كروتوتشين krotoschin سنة 1886 م ، ثم ظهرت طبعة زيتومير Zhitomir .

    في 1860 – 1867 ، ثم طبعتا Piotrkew _ سنة 1899 – 1900 ) وروم Romm في فيلنا سنة 1922 . وقد طبعت هذه الأخيرة مع بعض الحواشي سنة 1929 باسم " تشلوم يروشلمي Tashlum Yerushalmi وظهرت طبعة مصورة لنسخة البندقية (1523) في ليبزيج سنة 1925 ، تبعته طبعة برلين سنة 1929 .



    تلمود أورشليم اليوم
    اعترف محرر دائرة المعارف اليهودية العامة أن الطبعات الجديدة لتلمود أورشليم تخلو من كثير من العبارات والفصول وعزا ذلك إلى عالمين :



    1- حذفت هذه الفصول نتيجة لإهمال النساخ Scribal Omissions



    2- تزييف متعمد Deliberate falsification



    وحيث أننا لا نستطيع قبول العامل الأول ( الحذف بسبب إهمال النساخ ) فترى أن اليهود هم الذين قاموا بهذا التزييف والتزوير المتعمدين ، بعد أن رأوا أن أوروبا بالمسيحية التي يرتبط بها مصيرهم ، ثارت ضدّهم في العصور الوسطى عندما اطلعت على ما في كتبهم ضد المسيحيين من أحقاد شيطانية ودسائس جهنمية ، أما لماذا لا نقبل الحجة الأولى ، فسببه أنه لا داعي للنسخ من المخطوطات القديمة ، لأن التلمود قد طبع قبل ظهور الطبعات الجديدة عشرات المرات في القرون الوسطى وأكثر هذه الطبعات أمانة وكمالاَ هي طبعة البندقية التي اضطرت " الكنيسة " إلى تطهيرها كما سيأتي .

    يقول محرر دائرة المعارف اليهودية العامة :

    " والنص الحالي لتلمود فلسطين في حالة فاسدة جداَ والنّساخ الذين نقلوه لم يترددوا في تصحيحه كلما وجدوا أن المعنى بعيد عن إدراكهم . وقد تكرّر وقوع ذلك كثيراً بسبب أسلوب التلمود البليغ ، وبسبب لغة النص غير المألوفة ، ومشكلة النصّ هذه أدت إلى زيادة هذه الأخطاء التي يقع فيها النساخ مثل وقوع التباس بين حروف متشابهة وحذف حروف وترك سطور وإساءة فهم الرموز " .

    وتلمود فلسطين مكتوب بالعبرية أو الآرامية الغريبة ، ويشمل على ما يقرب من 750,000 كلمة ، و15 بالمائة منها هاجّادا haggadah ، أي القصص والحكايات اليهودية ، وهذه القصص الخرافية هي أساس الإسرائيليات .

    تلمود بابل
    أكتشف علماء اليهود بعد موت يهوذا هاناسي ، أنه قد ترك أشياء كثيرة دون تدوينها في " المشناه " ونصّ تلمود بابل أساسه مشناه يهوذا هاناسي مع الشروح التي كتبها الحاخام أبّا أريكا Abba Areka في صور Sura وأهم الكتب التي ألّفت بعد موته هــو " توسفتا " Tosefta وأهم محتوياته هاجاداه أي القصص ومنها تستنبط الأحكام.

    وبعد أن زادت المناقشات والآراء التي اتفق عليها الحاخامات . خافوا من ضياعها في حالة عدم التدوين . وأول من قام بتدوين تلمود بابل هو آشي Ashi ( المتوفى 427م ) ، بمساعدة رابينا Rabine وكان هدفه أن تكون في أيدي اليهود لائحة قانونية معتمدة وكتاب يدرسه الطلبة اليهود، وأكمل الحاخام رابينا بارهونا Rabino bar Huna (المتوفى 499م ) عمـــــل " آشي " الذي مات قبل استكمال مشروعه .



    وقد قام الحاخام سابورائيم Saboraim ( في القرنين السادس والسابع ) بوضع الحواشي والشروح على نسخة رابينا ، وفصل في الأمور المختلف في أمرها ، ومما يجدر بنا ذكره هنا أن الكنيس اليهودي أو المذهب الحاخامي لم يوجد إلا أثناء السبي البابلي ،وبذلك حل محل الهيكل وسمي الكنيس باسم " بيت التجمّع “ House of Assembly (Bet Hakenesse ) ويتضح من الاسم نفسه الغرض الذي أنشئ من أجله الكنيس وهو نفس الغرض الذي استهدفه تدوين التلمود .



    طبعات تلمود بابل
    وقد طبعت بعض فصول تلمود بابل سنة 1484 ، إلا أن الطبعة الكاملة نشرت في البندقية فيما بين 1520 و 1523 ، أما نسخة بازل Basel فقد خضعت للرقابة الكنيسة التي حذفت منها أشياء كثيرة . وطبعة أمستردام 1644 – 1648 Romm المنشورة في فيلنا Vina سنة 1886 في عشرين مجلداً ، وأحسن طبعة لتلمود بابل نشرها ستراك Strack سنة 1912 عن نسخة أعدت في ميونيخ في أواسط القرن الرابع عشر .
    ويقول محرر دائرة المعارف اليهودية العامة " إن أحد أهم الأسباب لعدم بقاء مخطوط كامل ( لتلمود بابل ) هو التعصب الديني المغالي للمسيحية في العصور الوسطى ، الذي دفع الكثيرين إلى إشعال النيران ـ أحياناً ـ في العربات المحمّلة بالتلمود المطبوع أو المخطوط " .

    وأول ترجمة كاملة لتلمود بابل نشرتّها مطبعة سونكينوSoncino بلندن ، وقد ترجم أبراهام كوهين كتاب " براخوت " Berachoth إلى الإنجليزية سنة 1921 ، وظهرت عدة كتب تتناول ملخص تلمود بابل باللغات الاخرى .

    وتقول دائرة المعارف اليهودية العامة " كل الطبعات الجديدة لتلمود بابل تشمل رسائل صغيرة عديدة أضيفت في آخر البحث الرابع ( نيزيكين ) .

    وتلمود بابل يشمل 2,500,000 كلمة تقريباً منها ثلاثون في المائة عن "الهاجاداه " أي القصص والباقي " هلاكاه " أي الأحكام .



    نشأة التلمود والقانون الشفهي وأهميتها

    يتباهى محرر دائرة المعارف اليهودية العامة بأن التلمود له أسلوب أدبي ممتــــاز وأنه " دائرة معارف تشمل كل نواحي الحياة الإنسانية " وأن الذي لم يقض سنين طويلة في دراسة التلمود لا يمكنه اكتشاف أغواره وأن التلمود المترجم لا يعطي فكرة صحيحة عن عظمته ، وأن التلمود بدون شروحه العديدة ( كشرح الحاخام راشي Rachi " لا يعدو أن يكون كتاباً مغلقاً بقفل " !!



    ويضيف قائلاً :

    " سلطة التلمود ـ كمشروع للقانون الشفهي ـ تعتبر سماوية ( إلهية ) عند اليهود الأرثوذكس ( مستقيمي العقيدة ) ومن هنا تعتبر ( تعاليم ) التلمود إلزامية وثابتة غير متغيرة ، أما اليهود المحافظون والإصلاحيون فلا يقبلون السلطة الإلزامية الكلية للتلمود ، رغم اعترافهم بالدور العظيم الذي لعبه التلمود في تحديد وحسم عقائد اليهودية أو نظرياتها " .

    أما القانون الشفهي ، ويسمى بالعبرية Torah Shebe”al Peh فجزء من القانون اليهودي المعترف به ، غير موجود في التوراة ، اختلقه الحاخامات بحجة تنظيم الحياة والمعاملات الداخلية لليهود لزيادة تماسكهم وتسلطهم على المجتمع بالتالي . وقد ابتدع حكماء اليهود ، ابتداء من الفريسيين قوانين أخرى مروية عن موسى غير تلك المدونة في التوراة . وسموها بالقانون الشفهي ، زاعمين أنه حيث أن موسى لم يكتب هذه القوانين فلا يجوز لأحد كتابتها ، وكان الحاخامات يتناقلوها سراً من جيل إلى جيل . وبعد التمرد اليهودي الفاشل على اليونانيين سنة 135 م بقيادة باركوخبا Barkochba


    بدأ اليهود يجمعون هذه القوانين السرية في كتاب " التلمود " خشية ضياعها

    وكان القانون ( المكتوب الموسوي والشفهي الحاخامي ) يعتبران مماثلين في الأحكام عند اليهود لم يفرقوا بينهما أكثر من التسمية الحرفية ، على ما كتبه محرر دائرة المعارف اليهودية العامة .

    يقول الدكتور جوزيف باركلي :
    " الأساس الكلي الذي يقوم عليه القانون الثاني أو الشفهي ، هو عدم الالتفات لما صرح به موسى في التوراة هذه الكلمات ( الوصايا العشر) قد كلم الله بها كل جماعتكم في الجبل ، من خارج النار والسحب والظلام الكثيف بصوت الملك " وهو لم يزد عليه شيئاً آخر "(Deut.V.22.) .

    وقال أيضا " إن تدمير الهيكل أعطى اليهود محركاً للحماس الديني وسيزداد لأن النهاية العظمى تقترب " ( الأدب العبري ، ص 40 ) .

    والفريسيون Phareesis ، ظهروا لأول مرة قبل الميلاد بمائتي سنة وتبؤوا المسح اليهودي حتى مائتي سنة بعد الميلاد ، هم الذين أوجدوا القانون الشفهي ، وهم يتبعون الحاخام عزرا Ezra ( المتوفي 444 ق.ب ) والكتبة اليهود الأقدمين الذين يشار إليهم باسم " رجال الكنيس العظيم " Men of Great Synogogue الذين يعتبرون " عزرا " أكبر معلم يهودي بعد موسى عليه السلام .

    وفريسي معناها " المشنق " ، ولعل مرجع هذا المعنى إلى أنهم انشقوا عن مسلك عامة اليهود التابعين لتعاليم التوراة ، أو أنهم انشقوا عن الطائفة اليهودية التي تسمى " الصادوقية " Sadduccees التي كانت أول من ثار ضد الفريسيين الذين يتبعون أهواءهم ثم ظهرت الحركة الكرائية أو القرائية من بين الفريسيين أنفسهم ، التي نادت ببطلان العقائد الفريسية ورفضت التلمود الذي اختلقه الفريسييون لإرضاء نزواتهم وأهوائهم ، كما أن اليهود الاصلاحيون Reform Jews أيضاً أنكروا أن القانون الشفهي ( التلمود ) منزل من السماء أو مروي عن موسى ، وقد اعتبرهم اليهودية الأرثوذكسية الحديثة Mondern Orthodoxy ضالّين . وهذه الأرثوذكسية ، حسب شهادة دائرة المعارف اليهودية العامة ، تؤمن بالقانون الشفهي ( التلمود ) إيمان الفريسيين به، ويضيف المحرر " أن اليهودية المتحررة الحديثة Moderm Liberal Judaism تؤمن بأن كلا القانونين : المكتوب والشفهي ، نتاج العبقرية اليهودية الدينية ، ولكنها تؤمن بأنه يجب تعديل هذه القوانين من وقت لآخر حسب الحاجة وانسجاماً مع الفكر الديني المعاصر وكلتاهما (الأرثوذكسية والمتحررة ) متفقتان على أن القانون الشفهي منع القانون المكتوب من التجمد والصرامة ، بأن أضاف إليه عناصر جديدة وعادات شعبية ، وقوانين جديدة ، أي أن اليهود استطاعوا تطوير قانونهم ليلائم الظروف الجديدة .



    ***

    إن الذي جعل اليهود يتشبئون بتعاليم التلمود هو الانهيار المفاجئ لشوكتهم وإغلاق كل مدارسهم مرة واحدة ، الأمر الذي جعلهم يبحثون عن تعاليم جديدة للمرحلة القادمة ،ووجدوها في التلمود ( الذي يعلمهم على مواصلة الحياة بالانغلاق والسيطرة على المجتمع تميداً لإقامة إمبراطورية عالمية ) ، يقول الدكتور جوزيف باركلي :

    " رغم أن أي مجمع " يهودي " عام لم يتبن التلمود رسمياً إلا أن اليهود الأرثوذكس ( مستقيمي العقيدة ) تبنوه ، لأنه زودهم بشيء شعروا بحاجتهم إليه "

    وفي رأي الدكتور أ . فابيان أن التلمود " أسهم بقوة في حفظ اليهودي الديني ـ القومي ، بأن مكّنه من أن يتأقلم مع كل زمان ومكان ، في كل دولة ومجتمع ، وفي كل درجة من الحضارة " وينقل (فابيان ) قول جينزبرج Ginzberg .L : " أعطى التلمود اليهودي جنة روحية خالدة ، يلجأ إليها كيفما شاء ، هارباً من العالم الخارجي بكل ما فيه من حقد ومظالم ، وعلى صفحات التلمود وجدت أجيال اليهود المتعاقبة إشباعاً لأعمق أمانيها الدينية وكذلك وجد اليهود في التلمود نافذتهم لأسمى استلهاماتهم الفكرية ، ورغم أن العالم قد انقطع عن قرونه الماضية ، فإن التلمود لا يزال – بعد التوراة – القوة الروحية والأخلاقية المثمرة في الحياة اليهودية " .

    " وكما قال إسرائيل أبراهامز "“The Jew survived through the Talmud survived in him " " بقي اليهودي بسبب التلمود ، بينما بقي التلمود في اليهودي ".

    ثم يمضي د. فابيان يقول : " الحياة اليهودية ،حتى هذا اليوم ، مؤسسة إلى حد كبير ، على التعاليم والأسس التلمودية ، فطقوسنا وكتاب صلاتنا واحتفالاتنا ، وقوانين زواجنا بالإضافة إلى قوانين وأسس أخرى مستخرجة مباشرة من التلمود والتلمود هو الذي تعزى إليه الصفات التي يتميّز بها اليهودي فالاتزان في الشخصية والتصدق ونزعته إلى الحرية الاجتماعية وعلاقة العائلية الوطيدة وتعطشه للتعليم وإمكانياته العقلية كلها ترجع إلى التلمود والحياة اليهودية قد أثرت بهذا الكتاب " .



    ينقل لنا الدكتور جوزيف قول الحاخام " يوشوا بن ليفي " Goshua ben Levi

    عن التلمود " الذي سينسخه كتابة لن يكون له نصيب في العالم القادم (الجنة) والذي يشرحه سوف يُحرق " .



    شمّاي وهليّل

    وكان الحاخام شمّاي ( الذي عاش قبل المسيح عليه السلام بسنين ) عدواً للحاخام هليَل (مؤسس التلمود ) الذي عاش حتى السنة الثامنة ، أو الثانية عشر بعد ميلاد المسيح، ورغم ذلك يزعم التلمود أن أقوال الحاخامين هتف سلطة مماثلة !! وذلك لأن نداءاً مقدساً Bath Kol هتف على جانبيه ( إسم مكان ) قائلاً " كلمات هذا وذاك كلمات الله الحي ، ولكن الاعتبار في أشياء كثيرة لقول الحاخام هليّل ، وكل من يخالف كلمات مدرسة هليل فقد استحق الموت " ، وكان الاثنان من طائفة الفريسيين إلا أن شمّاي Shammai كان من الطائفة المستقيمة الصارمة (الأدب العبري ، ص 15 ) .

    والطرائف عديدة عن حب النفس لدى الحاخامات الفريسيين فقد قالوا " إنه لو كتبت النجاة في الدنيا لأثنين ، يجب أن يكون الفريسي أحدهما " (المصدر السابق ص15)،وكان أكبر أعداء الفريسيين التابعين لأهواء النفس : الصادوقييون الذين برزوا من بين الفريسيين قبل المسيح عليه السلام بثلاثة قرون وكانوا من أتباع بيئوس Baithos وصادوق Sadok ،وكان حب النفس والظهور والسيطرة والجشع من أهم مميزات اليهود الذي جعلهم ينقسمون شيعاً وأحزاباً يختلفون الآيات التي تسبغ عليهم الشرعية ويفترون على الله كما رأينا آنفاً ما زعمه أصحاب هليل لأنفسهم كذباً وعدواناً على الذات الإلهية تعالت عما يفترون .



    الطوائف اليهودية الأخرى

    وأهم الأحزاب والطوائف التي قامت في اليهود بعد زوال مجدهم هي (غير الفريسيين والصادوقيين الذي مر ذكرهم من قبل ):

    1- هستنيون Mehestanites الذين عادوا من السبي البابلي مشبعين بعقائد زرادشت القائمة على الإيمان بالفلكيات والأرواح الطيبة والشريرة .

    المسْريْميوّن Misraimites الذي تعلموا السحر ( كبالاً ) ،خصوصاً ذلك يخص استعمال الكلمات ،وهؤلاء يرون أن القيمة العددية للفظتي مسيح والحية واحدة ، ويستنتجون من ذلك أن المسيح سيقتل الحية !

    ( ولكن المفهوم الحقيقي واضح ، وهم أنهم يعتبرون المسيح يسوع عليه السلام ـ ظلماً وعدواناً وحقداً 0 مثل الحية – لعنة الله على الظالمين).

    2- والتابعون لمذهب كبالا يزعمون أن ( السحر ) منزل من الله عن طريق الأنبياء الذين نقلوه إلى حكماء !!

    3- الجوهريون Essenes الذي ذهبوا يفسرون التوراة بالرموز والاستعارة .

    4- الهيلينيون Hellenists ، الذين أضافوا إلى الدين عناصر من الفلسفة اليونانية .

    5- العلاجيون Therapeutists الذين علموا أن السعادة الفائقة Surpreme Happiness يمكن الحصول عليها عن طريق العبادة التأملية Meditation .

    6- الهيروديون السياسيون Political Herodians أتباع الملك اليهودي هيرودHerod ( الخاضع للإمبراطورية الرومية ) الذي مات سنة 4 ق.م وكان من أتباع الصادوقيين ، يذكرهم الإنجيل في عدة أماكن كأعداء لسيدنا المسيح عليه السلام ( متى : 16:22) .

    7- المتعصبون The Zealots المتطرفون في أتباع أحكام الدين .



    تلمودا بابل وفلسطين – مقارنة



    يختلف تلمود فلسطين كثيراً عن مثيلة البابلي ، كماً وكيفاً فمادة تلمود فلسطين ما يحتويه تلمود بابل ، كما أن التلمود فلسطين ينقصه العمق المنطقي Dialectic Profundity والشمول الجامع اللذين يمتاز بهما تلمود بابل ، يرجع هذا إلى أن تلمود بابل أُلف في فترة استغرقت قرناً من الزمان في سلام وأمن ،ما تلمود فلسطين فجمع على عجل ، وفي ظروف غير مساعدة بسبب اضطهاد الرومان .



    وتلمود فلسطين يختلف كذلك في لغته ،لغته عبرية تتخللها عبارات بالآرامية الغريبة ،أما تلمود بابل فاكثره بالآرامية الشرقية نسجت فيه عبارات بالعبرية ، ويتضمن كلمات عربية وسريانية ويونانية ولاتينية وكلدانية ،ورغم هذا فهناك أوجه تشابه كثيرة بين التلمودين ، لأن مصدرها واحد ، كما أن بابل ليست بعدية عن فلسطين ، فكان علماء البلدين يتبادلون الزيارات ويستفيدون من آراء الآخرين .



    منقول......

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 4:16 pm